هو في طريقه ساعيا لكسر الحاجز الذي تخافه الفتاة !!!!!! خارت قواي
وفقدت القدرة على كل شيء كل شيء كل شيء.. وماهي إلا لحظات
وانتهى كل شيء وفجأة انتهى كل شيء تمكنت لحظات الصمت القاتل من
التسلل بين ثنايا الموقف الرهيب الذي عاشته ميلاف ولم يقطعه سوى
انفاس الزوج التعيس !! زفرات بحرارة النار التي بدأت تشتعل بل وتزداد
اشتعالا كل دقيقة بصدره الملتهب !! قام عنها وارتمى الى احضان ابعد
كرسي عن السرير المشؤوم .. كانت لحظاته عصيبة .. مريرة خانقة ..
شعور متناقض ممزوج بكل معاني الدهشة والشك والألم وخيبة الأمل في
تلك التي فضلها على العشرات من بنات جنسها لتكمل معه مشوار حياته
التي كان يرسم ملامحها بتفاني واخلاص لينعم هو وعروسه بسعادة لم تبدأ حتى تتحقق !!!!!!
احتقن وجهه بالدم الثائر وامتلأت عيناه بالغضب المرعب .. فالموقف
رهيب ورهيب جدا … وكأنه شعر بكبريائه يداس في الوحل !! وان كرامته طالها العبث …………….. وأي عبث !!
انها ملامح فجر كل ما فيه عار مهدر وشرف مفرط فيه … ظل هكذا لا
يلوي على شيء ظل لدقائق امتدت لتكمل الساعات الأربع صامتا حائرا
مذهولا من هذه الصدمة التي لم تخطر له على بال … وفي الجهة الأخرى
كان كل شيء مبلل !! فنحيب هذه العروس ميلاف لم يترك للجفاف وجودا
.. كانت دموعها تنهمر على كل شيء وهي تجلس واضعة رأسها بين
أحضان رجليها .. لا تقوى على النظر في أي شيء ..وكأني أرى ابليس قد بدأ يداعب أفكاره …
هكذا قالت ميلاف وهي تحكي هذا الموقف .. ثم تكمل : انتابني فزع وألم أشد من كل ألم ..
لم أتخيل ولو للحظة بأن يأتي يوما من الأيام واقف في هذا الموقف الذي
شعرت بأنه يقتلني وانا اتنفس .. لقد دنى أجلي .. ولم استطع أن اخبره
بالحقيقة فلن يتقبل ولن يصدق .. لم استطع عمل شيء .. كنت أشعر
بالأرض تدور بي والظلام الدامس والمصير المجهول الملامح يتربصان
بي …. وهو في مكانه .. ظل هكذا وفجأة .. اقترب مني فتجمدت اطرافي
ووقفت غصة في حلقي وتوقفت أنفاسي .. ( كنتي بيوما امنيتي .. وكنت
افخر بك كثيرا وفعلت كل ما بوسعي لأوفر لكي السعادة …. ها انتي الان
بين يدي ومحسوبة علي زوجة .. ولكن .. زوجه خائنة فقدت عبيرها
وباعت نفسها !!!!!!! واجهي مصيرك الآن فما فعلتيه لا يغتفر…. لقد
جلبتي لأهلك العار واهديتيني التعاسة .. انتي تفعلين ما فعلتي .. تتنازلين
عن شرفك ولماذا ؟؟ اهذا جزاء ثقة اهلك بك ؟ اهذا جزاءهم على تربيتهم
وفضلهم عليك ِ؟ ) كانت هذه الكلمات التي تفوه بها الزوج التعيس .. كافية
لتدمير ما تبقى في ميلاف من أي شيء .. سقطت على الأرض فاقدة كل
شيء سوى قلب مازال ينبض .. دهشة وقلق .. فزع وتوتر وخوف .. كلها
ملامح تجدها في وجوه ذلك الحشد العائلي الكبير الذي اكتظت به أروقة
المستشفى … كانت والدتها تبكي وهي تتوسل الى الطبيب كي يسمح لها
برؤية ابنتها التي تقضي صباح اليوم الأول من الزواج بين احضان
الأجهزة الطبية وانابيب الاكسجين.. والمغذيات ورائحة الأدوية والحقن
… واين ؟؟ في قسم العناية الفائقة…. الكل يسأل العريس في خجل .. ان
شاء الله خير ماذا حصل؟؟ الأب والأم المنهارة واخوة ميلاف وابناء عمها
واقربائها بالإضافه الى والده ووالدته واخوته … كان يختنق وكأن بركانا
بصدره يريد الانفجار ولكن أمام هذا الموقف الذي حدث حاول ان يتماسك
.. وتحركت فيه كل قطوف ذلك الحب الكبير الذي يحمله لميلاف .. كان
القلق باديا على وجهه رغم ألمه .. .. زادت الأسئلة من حوله واصبح
حائرا ماذا يقول وكيف يتصرف .. انه الوحيد الذي يعلم لما هي ميلاف
هنا .. ماذا حدث ؟؟ وجد نفسه فجأة يفقد قواه ولم تعد رجلاه تستطيعان
حمله .. اقترب من الكرسي المجاور وجلس .. كان يموت من الألم وكان
يخفي كل ذلك … اقترب منه والد ميلاف وحاول أن يهون عليه مما هو
فيه من اضطراب وتوتر بسبب عروسه قائلا : يا بني انه قدر الله رب
العالمين فأهدأ وكن مؤمنا بقضاء الله واخبرني بما جرى !! يا بني انا والدها فأرجوك .. ما الذي حصل ؟!
هل هي تبعات ليلة الدخلة وما يحدث فيها أم شيء آخر؟؟ يا عمي ..
اطمئن ميلاف ليس بها سوى الخير وان شاء الله تقوم بالسلامة ………. كان رده باهتا باردا لم يقنع والد ميلاف ..
وشعر بحنكته ان أمرا ما قد حصل !! ترقب الجميع خروج الطبيب من
غرفة العناية الفائقة …. هاهو يخرج الآن .. اقترب منه الـــــزوج ومعه
والدي ميلاف … انها تعاني من انهيار عصبي شديد افقدها القدرة على
النطق !!! وضعناها تحت ملاحظتنا القصوى وهي الان نائمة … اطمئنوا
سنقوم بكل ما في وسعنا وان شاء الله تستقر حالتها …….. وقعت كلمات
الطبيب المقتضبه والتي تخفي اكثر مما قال وقع الصاعقة على والدة
ميلاف فانهارت فورا وزادت الموقف تأثرا والماً .. اما البقية فتماسكوا
بصبر وحاولوا اخفاء ذلك السؤال الكبير الذي تولد من كلمات الطبيب …
انهيار عصبي ؟؟؟؟ لماذا ؟؟ عموما لا اطيل عليكم بذكر تفاصيل القصة
المؤلمة .. ظلت ميلاف بالمستشفى لمدة 21 يوما قضت منها الأيام الثلاثة
الأولى في قسم العناية الفائقة تحسنت حالتها وان كانت ليس كما هو
المأمول .. جميع من حولها من العائلة تجنبوا الضغط عليها أو تذكيرها بما
حدث وكأنهم قد اقنعوا انفسهم بأن ما حدث هو نتيجة قوية لتبعات الليلة
الأولى في الزواج لأي سبب من الأسباب …. وادركوا بأن زوجها يحـمل
لها في قلبه سيل جارف من الحب الكبير .. لقد كان لا يخرج من جوارها
ابدا .. راضيا بأن يقضي شهر زواجه الأول بهذا الشكل .. وفي هذا
المكان رغم كل ما حدث .. كان يسهر على رعايتها رغم كل هذا الطاقم
من الممرضات والأطباء . .. كان ينام على كرسيه المجاور لسريرها ..
ولكنه لم ينسى ولو للحظة شيئا مما حدث !!!!!! استطعت أن اتكلم من جديد
بعد علاج مكثف … هكذا تقول ميلاف .. خرجت من المستشفى الى منزل
العائلة لأظل تحت رعاية امي واخوتي .. كنت منهكة كثيرا وحالتي
النفسية رغم تحسنها ولكن المصير المجهول يكفي لأن يمزق كل شيء ….
مر يوم ويومان … اسبوع .. شهر.. وزوجي لم يأتي لزيارتي .. وسط
دهشة الجميع من حولي .. ومحاولاتهم معرفة الأسباب .. سألوني كثيرا و
اخبرتهم بأني أجهل تماما ما يجري ولماذا يفعل ما فعل !! اكتفى بعد ذلك
بمكالمة هاتفية قال فيها …… : ميلاف اتمنى لكي حياة سعيدة بعيدا عني
.. اذهبي لعشيقك الذي تحبين فأنا لا استطيع القبول بمثلك !! لن استطيع بيوما من الأيام أن ائتمنكِ على عاري وحرمتي وبيتي وأم لاولادي …
وكيف اثق بمن باعت شرفها بيوم من الأيام .. ورقة طلاقك ستصل اليك اليوم !!!
واعلمي بأني سترت عليكِ من هنا الي يوم الدين وإن سألوني فلن اخبرهم سوى انه النصيب …..
ثم اغلق الهاتف …. وما هي الا ساعات وتصل الى المنزل ورقة طلاق
ميلاف الى هنا ولكم أن تتخيلوا ما جرى بعد ذلك لمن هي في موقفي …..انه والله لهو العذاب بعينه ….
نظرات الشك والريبة جعلت مني بقايا انسانة ندمي وبكائي لم ينفع سوى
بزيادة التهم لي سيرة العروس التي دخلت الى العناية المركزة بأول يوم
اصبحت بلسان الناس .. كل الناس أهلي .. اخوتي .. امي وابي .. عائلتي
……… رباه انهم يخفون ألمهم وريبتهم واستنتاجاتهم .. مر علي الى
اليوم 3 سنوات منذ طلاقي .. لم يتقدم لي فيها عريس آخر رغم كل جمالي
الذي يمتدحوني به او بالاصح الذي كانوا يمتدحوني به !!!!!!!! تغيرت
معاملة اهلي لي .. صرت ارى مشاعر الإستياء من وجودي بينهم …
يكفي اني مطلقة … ولم يختلي بي زوجي سوى الليلة الأولى ؟؟؟
اااااااااااااااااااااه والله انها لتخرج من اعماق قلب ونفس ذاقت مرارة الدنيا
وذلها ما اصعب الذي واجهته وما زلت ارى تبعاته الى اليوم .. انها تجربة
مريرة غيرت مجرى حياتي بسبب تفريطي وانحرافي … وكأن الله
يعاقبني بما فعلت واقترفت من ذنب … أيامي صارت خاوية من كل شيء
سوى الألم والدموع بخيلة من كل شيء سوى من آهات تجلجل بوسط
اعماقي .. أصابني اليأس وتمكن مني … واصبحت أحيا حياة ليس بها أي
معنى .. هنا توقفت كلمات ميلاف عن الخروج .. وفاضت دموعها بغزارة
.. تركتها تبكي طويلا وحاولت قدر ما استطعت أن ازرع بها أمل لغد
افضل .. فلا يأس من رحمة الله وعفوه وغفرانه …… هذا غيض من
فيض اخرجه قلب ميلاف .. وهي الآن تعيش أيامها وتحاول أن تنفع
وتنصح بنات جيلها مما ألم بها … لعل الله يوفقها من جديد .. خصوصا
بعد أن ندمت كثيرا على ما اقترفت .. وعادت الى الله … فأدعوا
لها معي بالتوفيق
قصة فيها العظه والعبرة واتمنى اننا نخرج منها بفوائد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتحياتي للجميع
the prince